بسم الله الرحمن الرحيم
الوالدين بر
أخي المسلم وأختي المسلمة...
إن ظننت أنك عرفت محتوى الموضوع من عنوانه...
آسف... فقد أخطأت..
إن الموضوع أكبر وأهم من ذلك بكثير..
إن قراءتك لهذا الموضوع قد تنقذك من النار إن كنت فيها ولا تعلم..
وقد ترفعك إلى الفردوس الأعلى دون أن تعلم..
ألم تعلم حكم ر الوالدين وهو أنه فرض واجب , وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكر الكبائر؟؟؟؟
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا: حارثة بن نعمان {فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: {كذلكم البر كذلكم البر} وكان ابر الناس أمه. (رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {{لا يجزي ولدٌ والداً , إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه}} رواه مسلم.
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله وعليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: {{الصلاة على وقتها}}, قلت: ثم أي؟ قال:{{ر الوالدين}}, قلت: ثم أي؟ قال:{{ الجهاد في سبيل الله}}. متفق عليه.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد, ولا اقدر عليه. فقال صلى الله وعليه وسلم: {هل بقي من والديك أحد؟}. قال: أمي. قال: {فسأل الله في رها, فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد}. (الطبراني).
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم :{بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي. والعقوق.}
قال تعالى:{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قول كريما(23) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} الإسراء:24,23.
الوالدان، وما أدراك ما الوالدان..
الوالدان, اللذان هما سب وجود الإنسان, ولهما عليه غاية الإحسان.. الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
فلله سبحانه نعمة الخلق والإيجاد, ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد.
يقول حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله ن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات مقرونات ثلاث,ولا تقل واحدة بغير قرينتها..
1-{ وأطيعوا الله ورسول }(التغابن 12), فمن أطاع الله ولم يطيع الرسول لم يقبل منه.
2-{ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } (البقرة 43), فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه.
3-{ أن اشكر لي ولوالديك } (لقمان 14), فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه.
ولأجل ذلك تكررت الوصايا في كتاب الله والإلزام ببرهما والإحسان إليهما, والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما, بأي أسلوب كان, وقال تعالى{ واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا} (النساء 36), وقال تعالى:{ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا } (العنكبوت
. وقال تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير }(لقمان 14).
فوضحت هذه الآيات ما للوالدين من جميل عظيم,وفضل كبير على أولادهما, خاصة الأم, التي قاست الصعاب والمكاره بسبب المشقة والتعب, من وحام وغثيان وثقل وكرب, إلى غير ذلك مما ينال الحوامل من التعب والمشقة, وأما الوضع: فذلك إشراف على الموت, لا يعلم شدته إلا من قاساه من الأمهات.
وفي سنة رسول الله صلى الله وعليه وسلم جاء التأكيد على بر الوالدين والترغيب فيه, والترهيب من عقوقهما. ومن ذلك: ما صح عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم أنه قال: { رضا الرب في رضا الوالدين, وسخطه في سخطهما} { رواه الطبراني في الكبير, وصححه العلامة الألباني }.
وروى أهل السنن إلا الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو ن العاص رضي الله عنه قال:{ جاء رجل إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم فقال: جئت أبايعك على الهجرة, وتركت أوي يبكيان, فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: ارجع إليهما, فأضحكهما كما أبكيتهما.}.
وروى الإمام أحمد في المسند وابن ماجة -واللفظ له- عن معاوية بن جاهمة السلمي :{ أنه أستأذن الرسول صلى الله وعليه وسلم في الجهاد معه, فأمره أن يرجع ويبر أمه, ولما كرر عليه, قال رسول الله : ويحك.. ألزم رجلها.. فثم الجنة}.
وفي الصحيحين عن أي هريرة رضي الله عنه قال: { جاء رجل إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال: "أمك", قال: ثم من؟ قال: "أمك", قال: ثم من؟ قال: "أمك" , قال: ثم من؟ قال: "أبوك"}.
{ "وهذا الحديث مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر, وذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع, فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها, ثم تشارك الأب في التربية وجاءت الإشارة إلى هذا في قوله تعالى: { ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين } (لقمان 14).
وصح عن رسول الله صلى الله وعليه وسلم أنه قال: {ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه, والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال, والديوث. وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه, ومدمن الخمر, والمنان بما أعطى }. ( رواه النسائي وأحمد والحاكم ). ((قال السندي رحمه الله في " شرح سنن النسائي ". ( لا ينظر الله ) أي نظر رحمة أو لا, وإلا فلا يغيب أحد عن نظره )).
وروى الإمام أحمد بسند حسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: { أوصاني رسول الله صلى الله وعليه وسلم بعشر كلمات قال: " 1- لا تشرك بالله وإن قتلت وحرقت. 2- ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج عن أهلك ومالك. 3- ولا تتركن صلاة مكتوبة متعمداً, فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمداً فقد برئت من ذمة الله. 4- ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة. 5- وإياك المعصية فإن بالمعصية حل سخط الله. 6- وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس. 7- وإن أصاب الناس موت فاثبت. 8- وأنفق على أهلك من طولك. 9- ولا ترفع عنهم عصاك أدباً. 10- وخفهم في الله.
وكما أن بر الوالدين هو هدي نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم فهو كذلك هدي الأنبياء قله قولاً وفعلاً, وقد سبق بيان هدي نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم في ذلك من قوله. أما من فعله صلى الله وعليه وسلم فإنه لما مر قبر والدته آمنة بنت وهب بالأبواء حيث دفنت – وهو مكان بين مكة والمدينة - ومعه أصحابه وجيشه وعددهم ألف فارس, وذلك عام الحديبية, فتوقف وذهب يزور قبر أمه, فبكى رسول الله صلى الله وعليه وسلم – بأبي هو وأمي – وأبكى من حوله, وقال: {استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي, واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي, فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة }. ( رواه البغوي في شرح السنة, واصله في صحيح مسلم ).
وهذا إبراهيم خليل الرحمن أبو الأنبياء وإمام الحنفاء عليه السلام يخاطب أباه بالرفق واللطف واللين – مع أنه كان كافراً – إذ قال: { يا أبت } وهو يدعوه لعادة الله وحده, وترك الشرك, ولما أعرض أبوه وهدده بالضرب واطرد, لم يزد على قوله: {سلامٌ عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا }. ( مريم 47 ).
وأثنى الله على يحيى بن زكريا عليهما السلام فقال تعالى: { وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصياً }.
إلى غير ذلك من أقوال النبيين عليهم السلام التي سجلها كتاب الله تعالى. وهكذا كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص الناس على البر بوالديهم.
ومن ذلك أن أبا هريرة رضي الله عنه كان إذا أراد يخرج من يته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته, فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته, فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرا, فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيراً.
أما عد الله ن مسعود رضي الله عنه فقد طلبت والدته في أحدى الليالي ماء, فذهب ليجيء بالماء, فلما جاء وجدها نائمة, فوقف بالماء عند رأسها حتى الصباح, فلم يوقظها خشية إزعاجها, ولم يذهب خشية أن تستيقظ فتطلب الماء فلا تجده.
وها هو ابن الحسن التميمي رحمه الله يهم بقتل عقرب, فلم يدركها حتى دخلت في جحر في المنزل, فأدخل يده خلفها وسد الجحر بأصابعه, فلدغته, فقيل له: لم فعلت ذلك؟ قال: خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي فتلدغها.
أما ابن عون المزني فقد نادته أمه يوماً فأجابها وقد علا صوته صوتها ليسمعها, فندم على ذلك وأعتق رقبتين.
ولبر السلف صور عديدة, ومواقف كثيرة يطول ذكرها, والمقصود الإشارة إلى نماذج من برهم.
ولو نظرنا في أحوالنا لوجدنا التقصير الشديد في بر آبائنا و أمهاتنا, و لربما وقع من البعض العقوق, نسأل الله العفو والسلامة.
وعقوق الوالدين له صور عديدة ومظاهر كثيرة قد تخفى على بعض الناس, ومن ذلك:
1-أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب, كأن يكثر ماله, أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.
2-من العقوق أن يدعهما من غير معيل لهما, فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.
3-من العقوق أن يقدم غيرهما عليهما, كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.
4-من العقوق أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما, وغير ذلك.
أرجو أن ينال إعجابكم
لا تنسوا الرد على الموضوع
لا تنسونا من صالح دعائكم
أخوكم فالله جندي الأقصى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.